samedi 31 janvier 2015

الأزمة الأمنية في الجزائر

مقـدمـــــــة
        تعد الأزمة ظاهرة إنسانية وجزء من نسيج الحياة، تنشأ في أية لحظة وفي ظروف مفاجئة نتيجة عوامل داخلية أو خارجية، فتخلق بذلك نوع من التهديد للدولة أو المنشأة أو الفرد، ويتحتم التعامل معها للقضاء عليها أو التخفيف من أضرارها والحد من خسائرهاو اثارها  الاجتماعية والاقتصادية والنفسية .
     وقد عرفت  الجزائر كمجتمع ودولة أزمة حادة لم  تشهد لها مثيلا في تاريخها الحديث، وهي أزمة امنية هددت بنسف أسس المجتمع، وتقويض أركا ن الدولة إن لم يتم تداركها ومعالجتها آنذاك بطريقة سمحت بالخروج منها بأقل الأضرار.هذه الأزمةالتي يسميها  البعض بالحرب الاهلية الجزائرية قد ارجعت الجزائر مليون سنة الى الوراء و استمرت احداتها من 1991 الى 2002 وقتل فيها ما يقارب ال 200,000  شخص،واخذت الأزمة أبعادا سياسية واقتصادية واجتماعية تحملت أعبائها الدولة والمدنيين على حد سواء.
     وحتى نتمكن من فهم الدقيق لموضوع  الازمة الامنية في الجزائر ارتأينا الى طرح الاشكال الاتي :   
ما هي حيثيات الازمة الامنية في الجزائر ؟و ماهي الاليات التى اعتمدها النظاما في ادارة هده الازمة واحتوائها؟

المحور الاول : أسباب الازمة الأمنية في الجزائر
       العشرية السوداء ، او العشرية الحمراء او كما يسمسها البعض الحرب الأهلية في الجزائر،
 بالرغم من اختلاف التسميات الا ان هناك حقيقة ثابثة و هي ان العشرية و تلك الجعبة التي مرت
بتاريخ الجزائر المعاصر ارجعت الجزائر مليون سنة الى الوراء .
هي احداث دامية استمرت من 1992 الى 2002 ، قتل فيها ما يقارب 200.000 شخص ،
اقحمت الجيش في ازمات خانقة ، و قررت خلالها القيادة العسكرية غربلة الصف، عبر القيام
 بدور المخابرات فكل من يشك في ولائه تتم تصفيته اما بالسجن او الاغتيال الغامض او الطرد ،
و جعلت المؤسسة العسكرية اسرار الجيش طابوهات يحرم البوح بها و ملفات هؤلاء العسكريين
 ملفات خطيرة و شائكة تورط فيها جينرالات الجزائر .
      ان سنوات الجمر تلك ، اخذت شكل صراع مسلح قام بين النظام الجزائري القائم و فصائل
متعددة تبنى افكار موالية الجبهة الاسلامية للانقاذ و الاسلام السياسي منها الجماعة الاسلامسة
المسلحة و الحركة الاسلامية المسلحة و الجبهة الاسلامية للجهاد المسلح و الجيش الاسلامي للانقاذ .
لقد بدا الصراع في يناير 1992 عقب الغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1991 و التي حققت
 فيها الجبهة الاسلامية للانقاذ فوزا مؤكدا ، تدخل على اثرها الجيش لالغاء الانتخابات التشريعية
في البلاد مخافة من تولي الاسلامين الحكم ، فكانت هذه بوادر الازمة 

اسباب الازمة :
ادى التدهور المستمر للاقتصاد الجزائري في منتصف الثمانينات زيادة نسب البطالة و نقص المواد الغذائية، الى تصاعد غضب الشعب في قطاعات واسعة من الشارع الجزائري، و مع تراجع اسعار النفط، كان الاتجاه نحو الخوصصة هو البديل الوحيد امام السلطات العليا انذاك
و في اكتوبر 1988 بدات سلسلة من الضرابات طلابية و عمالية و التي اخذت طابعا عنيفا يصورة تدريجية و انتشرت اعمال تخريب للمتلكات الحكومية في مدينة عنابة و البليدة و مدن أخرى فاعلنت على اثرها الحكومة " حالة الطوارئ " و لجأت لاستخدام القوة لاعادة الهدوء بعدا احداث عنيفة قتل على اثرها حوالي 500 شخص و اعتقل حوالي 350 شخص و سمية هذه الاحداث بـ " اكتوبر الاسود " و يصفها الاخرون ب انتفاضة اكتوبر.جراء ذلك ظهرت جماعة تنتهج الاسلام السياسي بالسيطرة على بعض المناطق مطالبتا باجراء تعديلات و اصلاحات .
-  اتخذت الجزائر من التعددية الحزبية نهجا جديدا ، شكل على اثرها عباس مداني و على بلحاج الجبهة الاسلامية للانقاد في مارس 1980 
 .
- بدأت الجبهة تلعب دورا بارزا في الساحة السياسية و تغلبت على الحزب الحاكم في اتنخابات 1990 فقامت جبهة التحرير الوطني بتعديلات لصالح الحزب الحاكم و اعلن الشاذلي بن جديد الاحكام العرفية في 05 يونيو 1991 و تم اعتقال عباس مداني و علي بلحاج (1)
- في ديسمبر 1991 تحصلت الجبهة على اغلبية ساحقة من المقاعد بالرغم من الاجراءات التي اتخذتها جبهة التحرير الوطني ، فحاول النظام مجددا الحيلولة دون تطبيق نتائج الانتخابات حيت تم تاسيس المجلس الاعلى للدولة الذي اجبر الشاذلي على الاستقالة و الغى نتائج الانتخابات .
- من هنا جاءت سلسلة من الاضرابات و المسيرات ابرزها الاضراب العام المفتوح الذي بداء
 في 01 جوان 1991 و بعدها اتخذت الجبهة الاسلامية للانقاذ مسارا دمويا .













 اسلامية كبيرة في محاولة لبناء " الدولة الاسلامية " بعد فشلها سياسيا مستفيدة من دعم


 الشعب لها حيث استفادت من النزعة الدينية للمجتمع من اجل التحريض و بناء قاعدة 

متميزة في وجود دعم خارجي ديني و سياسي و مالي و من جهة اخرى، كانت الأجهزة

 الأمنة تعاني كثيرا حيث كان الجيش مدرا لخوض حروب نظامية داخل الصحراء و لم 

تكن تتوفر فرق خاصة لمكافحة الارهاب بالاضافة الى نفص شديد في عدد موظفي الامن
 و الشرطة و ضعف التسليح بسبب الازمة المالية الخانقة التي كانت تمر بها البلاد 
اضافة الى انهيار الاتحاد السوفياتي الممول الرئيسي للاسلحة 
العسكريين و الطيارين، حيث تم الافتاء بان كل موظفي الحكومة كفرة .
 باعداد هائلة و الذي بلغ سنة 1994 حوالي اربعون الف مسلح معضمهم من الشباب
 فاضطرت وزارة الدفاع الى اقحام الجيش في هذه المعركة 
 الاحذاث كان وزير الدفاع انذاك اليامين زروال يقوم بزيارات متتالية للشيخين " عباس
 مداني" و " علي بلحاج" عارضا عليهم ايقاف الازمة مقابل اطلاق صراحهم و ارجاع
الحزب الى الساحة السياسية لكنهما تعنتا  بان الامور خرجة عن السيطرة 




.


 الى جانب اعتقال عدد كبير منهم مما ادى الى استسلام قادتهم الى جانب سخط الشعب
 عليهم و الذي خرج سنة 1997 في مسيرات احتجاجية جابت كل اقطار الوطن تندد بهم

 و تصفهم بالارهابيين مما اطفأ اخر شمعة لهم مع بداية عدد من الدعات و رجال الدين

 الجماعات الرئيسية و الذين اخذوا على عاتقهم الافتاء بان " الشعب كافر " و يجب 
القضاء عليه ، لتبداء مرحلة اكثر قتامة من الاولة و هذا باستهداف المواطنين و الامن
 على حد سواء عن طريق ابادة قرى باكملها و استخدام اسلوب االتفجيرات فى الاماكن
 العامة .
 الخاصة التي تشكلت سنة 1997 من نخبة افراد الجيش و قتل في تلك العملية 300 من
 المجموعة المسلحة .
 المسلحين و استئنف الجيش تطوير نفسه بعد تحسن الاقتصاد الوطني .
 عبر تفجير عبواة ناسفة ، ثم عبر تفخيخ الجتث بالالغام او الاماكن المحيطة بها بغرض 
 الوطني نحو النيجر و مالي و تشاد الى غاية 2006 اين انظموا الى تنظيم القاعدة و لم
 يفدهم ذلك كثيرا فلجؤا الى تنفيذ عمليات انتحارية استهدفت مدنين مثلما حصل في
 قصر 2006 








               المحور الثاني: تطور الأزمة و آليات ادارتها  

     استمرت الأزمة الأمنة في الجزائر على مدى عشر سنوات كاملة، و يمكن تقسيمها الى ثلاث مراحل اساسية :

المرحلة الأولى : (1992-1997) : بدات الجماعات المسلحة المنسلخة عن احزاب


لقد استهدفت عمليات الجماعات المسلحة بداية افراد الشرطة و المراكز الحكومية و تصفية


لم تكن الشرطة قادرة على ردعهم فهي لم تكن مدربة على مواجهة جماعات مسلحة



كما لجأ الجيش الى استخدام الذخيرة في المخازن الاستراتيجية.(1) و في خضم هذه



المرحلة الثانية :
نجحت قوات الامن في القضاء على الجزء الاكبر من المسلحين خلال المرحلى الاولى

 يعتبرون ما حصل هو اجرام و تخريب ، و لكن بعض المتشددين انسلخوا عن


لكنهم تلقوا ضربات موجعة كانت اكثرها مقتل كتيبة كاملة منهم في اول عملية للقوات


المرحلة الثالثة :

شهدت هذه الفترة بداية الاستقرار داخل الوطن ، حيث تم القضاء على نسبة 85 % من

رغم هذا لم تتنتهي الجماعات المسلحة نهائيا فاستمرت بتوجيه ضربات من حين لاخر

اصابة افراد الامن عند الاقتراب من الجثة .

و نجحت قوات الامن في قتل زعماء التنظيم داخل و خارج الحدود ، فغادرو التراب


المحورالثالث : مظاهر اعمال الجماعات المسلحةو العوامل المساعدة لها
1-  مظاهر اعمال الجماعات المسلحة :
استخدمت الجماعات الارهابية اساليب و طرق مختلفة في اراقة الدماء ، اقل ما يقال عنها انها جرائم بشعة في حق الابرياء و نوجز هذه المظاهر في :
·         ذبح اي شخص يشك بانه من عناصر الامن من خلال الحواجز المزيفة و التي كانت تقام ليلا بعيدة عن الامن ، بارتداء المسلحون لبزات شبيهة بالبزات العسكرية و الشرطة و الدرك و يسلبون المواطنين اموالهم .
·         الاغارة على المساجد ليلا و قتل من فيها اذا ندد اي امام باعمالهم
·         الاغارة على القرى النائية و قتل من فيها و حرقها
·         اختطاف النساء و اعتبارهن غنيمة
·         ابتزاز العائلات باختطاط احد افرادها و طلب الفدية
·         السيطرة على البنوك من اجل تمويل انفسهم
·         التعامل مع المهربين و تجارة المخدرات من اجل الحصول على الاموال و هذا بتوفير طرق امنة لهم
·         استصدار فتاوي قبيحة ينسبونها لعلماء الدين لتبرير اعمالهم
·         تدمير و حرق مؤسسات مهمة للشعب كحقول القمح و المطاحن
2- العوامل المساعدة للجماعات المسلحة :
من بين العوامل التي ساعدت القوات الارهابية على ارتكاب مجازرها في حق افراد الامن و المواطنين مايلي :
·         الوضع السيئ على الحدود و الذي يجبر الجنود المدربين في الوحدات القتالية و وضع المجندين الجدد في مهمة مكافحة الارهاب .
·         التجهيز الجيد للجماعات المسلحة حيث كان في عديد المناسبات تتوفر لديها اسلحة متطورة بينها اجهزة رؤى ليلية لم تتوفر لدى الجيش
·         عجز الدولة عن استخدام اسلحة مؤثرة مثل المروحيات الهجومية التي لم تكن قادرة على العمل ليلا او المقاتلات التي يمنع استخدامها داخل الوطن لاي سبب كان
·         عدم القدرة على استخدام المدفعية بسبب طبيعة الغابات حيث كانت 3 من 5 قذائف هوون لا تنفجر عند استخدامها بسبب طبيعة الارض الطينية ، و التي استفاذ منها الارهابيون لصناعة قنابل و عبوات ناسفة و تفجيرها على الطرقات
·         عدم القدرة على استخدام اسلحة مؤثرة غير تقليدية بسبب تشدد القيادة على ضمان امن الاطفال و النساء الذين استخدمتهم القوات المسلحة كدروع بشرية
·         استغلال الشباب عبر فتاوى قبيحة تنسب لعلماء كبار


المحور الرابع : ميثاق المصالحة الوطنية لاحتواء الازمة الامنية

    يهدف الحد من ظاهرة الارهاب ، اقتراح رئيس الجمهورية السيد " عبد العزيز بوتفليقة " مشروع ميثاق 

السلم و المصالحة الوطنية ، الذي سبق من قبل بقانون الوئام المدني سنة 1999.

شكل هذا المشروع موضوع استشارة شعبية حول وقف المتابعة القضائية في حق اولئك الدين وضعوا حد

 لنشاطهم المسلح و سلموا انفسهم منذ 13 جانفي 2002 و هو تاريخ انتهاء اجل القانون الخاص بالوئام المدني 

شريطة ان لا يكونوا متورطين في جرائم جماعية

في يوم 29 سبتمبر 2005 توجه الجزائريون الى مكاتب الاقتراع و كان اغلب المصوتون متضررون بشكل

 مباشر من تبعات الارهاب الذي كان يقتل بلا رحمة افراد عائلتهم امام اعينهم في احيانا كثيرة ، و عبروا عن

 رفضهم لاي استغلال داخلي او خارجي للماسات الوطنية و لكل محاولة ترمي الى المساس بمؤسسات الدولة و

 تشويه صورة الجزائر في الساحة الدولية .

بلغت نسبة التصويت 97.38%  و بذلك فان الرئيس الجمهورية لم يحصل فقط على موافقة البرلمان الذي صادق 

على القانون في شكل امر رئاسي و انما على ثقة الشعب الذي اعرب عن ارادته في طي هذه الصفحة السوداء 

من تاريخ الجزائر ، و هي الخطوة التي كانت تشكل احد الشروط الضرورية لتحقيق الاستقرار و التنمية 

الاقتصادية و الاجتماعية للامة .

و بالتالي اصبح الميثاق نقطة بارزة في تاريخ الجزائر .



 خاتمة
رغم كل شيء الجزائر وقفت بشعبها وأبنائها دون مساعدة خارجية – باستثناء العراق و سوريا – بينما كانت بعض الدول " تذل " الجزائر بعرضها مساعدات إنسانية بمقابل التنازل على ثوابتها اتجاه عدد من القضايا الدولية وهذا ما لم يحصل  .

 اقل ما يمكن أن يقال عنه انه من معدن لا يصدأ  جيش مستعد للذهاب إلى أي مكان وكما

 اختصره البعض " بان الجيش الجزائري شرب الدم و صار شره و محب للقتال بعد أن تخلص

 من عقدة الخوف من الموت " و
الآمر لا يختلف عن الشعب
ونجحت الجزائر في مقاومة الإرهاب بالرغم من الحضر الدولي لبيع الأسلحة لها بفضل  جيش


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire